فصل: قال عبد الفتاح القاضي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة الهمزة:
1- (الهمزة): العيّاب والطّعّان. و(و اللمزة) مثله. وأصل (الهمز) و(اللّمز): الدّفع.
4- {لَيُنْبَذَنَّ}: ليطرحنّ.
7- {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} مبين في كتاب (المشكل). اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الهمزة:
(الهمزة): الهمز باليد والعين، واللّمز باللّسان.
وقيل: الهمز في الوجه واللّمز في القفا.
2 {وَعَدَّدَهُ}: للدهور من غير أداء حق اللّه تعالى.
4 {الْحُطَمَةِ}: كثير الحطم، وهو الأكل هنا، وفي الحديث: «شر الرعاء الحطمة» وهو العنيف بالمال.
9 {فِي عَمَدٍ}: أي: بعمد أوصدت وأغلقت. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الهمزة:
عد 32 – 104.
نزلت بمكة بعد القيامة.
وهي تسع آيات وثلاثون كلمة.
ومائة وثلاثون حرفا.
ويوجد سورة المطففين مبدوءة بما بدئت به فقط.
ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَيْلٌ} هلاك وقبح وحسرة وندامة وذم وسخط، وأصله (وي لفلان) فكثر استعمالها فوصلت والويل جبل أو واد في جهنم {لِكُلِّ} ذي {هُمَزَةٍ} هي كالهزم الكسر بالعين أو بإحدى الجوارح {لُمَزَةٍ 1} هي كالهمز الطعن في عرض الناس وكل ما من شأنه أن يعيبهم بمواجهتهم أو بغيابهم وقيل الهمز يكون باللسان والرأس واللمز بالعين والحاجب وعلى كل فكل إشارة أو لفظ ما من شأنه إفادة القدح في الناس أو ذمهم داخل في هذا.
قال الشاعر:
إذ لقيتك عن سخط تكاشرني ** وان تغيبت كنت الهامز اللمزا

ومنه:
تشير فأدري ما تقول بطرفها ** وأطرق طرفي عند ذاك فتفهم

حواجبنا تقضي الحوائج بيننا ** فنحن سكوت والهوى يتكلم

وقدمنا في تفسير الآية 11 من سورة القلم ما يتعلق بهذا وله صلة في الآية 11 من سورة الحجرات.
قال أبو الجوزاء لابن عباس من هؤلاء الذين ذمهم اللّه بالويل قال المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، الناعتون الناس بالمعيب وتتناول كل من يعيب الناس بما يفعلونه جهرا أو بظهر الغيب أو ما يبطنونه ولذلك قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ 2} مرّة بعد أخرى حبا له وشعفا به ولذلك يستصغر الناس ويهزأ بهم فيهمز هذا ويلمز ذاك، وينم على ذلك ويعيب الآخر {أ يَحْسَبُ} هذا للعجب بنفسه {أَنَّ مالَهُ} المتكبر به جعله يسخر بالناس أو أنه {أَخْلَدَهُ 3} في هذه الدنيا أيضا ويحسب انه لا يموت ولا يبعث ولا يحاسب ولا يقاص {كَلَّا} لا يظن ذلك إذ لا حقيقة لهذا الحسبان فلا شيء يخلد في الدنيا، ولا يبقى شيء بلا جزاء، على أن الذي يخلد الذكرى يتوقع منه الخير، هو العمل الصالح، قال علي كرم اللّه وجهه: مات خزّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر.
ثم أقسم جل شأنه فقال: {لَيُنْبَذَنَّ} ليقذفن هذا الخبيث واضرابه {فِي الْحُطَمَةِ 4} الدركة الثانية في النار، وسميت حطمة لأنها تحطم العظام لأول وهلة {وَما أَدْراكَ} أيها الإنسان {مَا الْحُطَمَةُ 5} شيء عظيم هي لا ينالها عقلك، وفيها تهويل وتفظيع لأمرها، لأنها هي {نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ 6} التي لا تخمد أبدا، فويل لك أيها العياب الطّعان المتعظم على الناس بالمال منها، فإنها لشدة إحراقها {تَطَّلِعُ} حال القائك فيها وأمثالك {عَلَى الْأَفْئِدَةِ 7} فيصل ألمها للقلوب لأنها موطن الكفر والنيات السيئة والعقيدة الفاسدة، أي أن هذه النار تدخل من أفواه المعذبين فتصل إلى صدورهم، فتصلي أفئدتهم من غير أن تحرقها لأنها لو حرقت لماتوا.
والنار كالجنة لا موت فيها كما مر في الاية (13) من سورة الأعلى، وإنما خصّ الأفئدة حيث لا ألطف منها في الوجود، وألمها أشد من غيرها لأنها حساسة، فتتألم بأدنى أذى يصيبها حتى الخطرة، فكيف إذا أحاطت بها النار والعياذ باللّه.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن النار تأكل أهلها حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت، ثم ان اللّه تعالى يعيد لحمهم وعظامهم مرة أخرى».
وهكذا دواليك، راجع تفسير الآية 55 من سورة النساء {إِنَّها} أي الحطمة تكون {عَلَيْهِمْ} أي جماعة الكفر كلهم، وذلك لأن النكرة إذا اختصت عمّت {مؤصدة 8} مغلقة مطبقة قال:
تحنّ إلى جبال مكة ناقتي ومن ** دونها أبواب صنعاء مؤصده

وقال الآخر:
قوما يعالج حملها أبناؤهم ** وسلاسلا ملسا وبابا مؤصدا

وذلك الإيصاد في {عَمَدٍ} غلاظ عظام من وراء أبوابها {مُمَدَّدَةٍ 9} توصد عليها بها، فلا يمكن أن يفتح بابها، ولا يدخل عليها روح.
وقرئ {عمد} بضمتين وبفتح العين مع كسر الميم مثل أرم وأرم وأريم، وعقم وعقم وعقيم، وهو كل مستطيل من حجر أو خشب أو حديد، وهو جمع عمود على غير واحد، أما ما يجمع على واحد فهو ما ينظم مثل رسل جمع رسول، وزبر جمع زبور، سبل جمع سبيل.
وجاء بهذا اللفظ لأن العرب اعتادوا أن يضعوا أحجارا أو أعمدة مستطيلة وراء الباب لئلا تفتح بالدفع جريا على عاداتهم فيدخلون أطرافها بشعوب يجعلونها في ساريتي الباب من الداخل، وإن الأبواب القديمة التي رأيناها في حلب والشام ودرعا وتدمر وبصرى كانت توصد على هذه الطريقة.
وفي جهتي الباب من الداخل ثقوب لإدخال العمد فيها، ومنها ما هو موجود حتى الآن، ولكن لا قياس بين الأحجار والعمد التي يجعلها الناس، وبين العمد التي يجعلها ربهم.

.مطلب الكهرباء من الخوارق:

ويؤخذ من هذا لا من حيث التأويل، بل من حيث نفوذ النور ما أحدث في هذا الزمان الكهرباء وما يسمونه (أشعة رونتجن) إذ إن نورها يطلع على الافئدة وغيرها، ويبين ما فيها ويصورها فيظهر للرائي سلامة الأفكار والأعضاء ومعايبها.
وما ندري ما يظهر لنا الزمن من أسرار هذا القرآن الذي قال عنه منزله {ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء} الآية 38 من الأنعام.
وأشار حيث أشارته في الآية 24 من سورة يونس أيضا، بأن أهل الدنيا يقدرون بتقدير اللّه على كل ما يتعلق بأمرها، وإن أعمالهم التي ظهرت الآن من طائرات سريعة الطيران وقاذفات تمحق المدن فضلا عن المذياع وشبهه والأوائل التي ينوب عمل يوم منها عن عمل شهر وأشهر تشير إلى قرب الساعة واللّه أعلم.
نزلت هذه السورة في الأخنس بن شريق لكونه اعتاد الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض الناس، إلا أن الوعيد فيها عام يتناول كل من يباشر ذلك الفعل القبيح لعموم اللفظ لا لخصوص السبب.
وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن الغيبة والنميمة والهمز واللمز سنأتي عليها عند كل بحث يتعلق بها.
حفظنا اللّه منها، هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى، اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الهمزة:
مكية أو مدنية.
{أخلده} تام ويكون {كلا} بمعنى إلا ويجوز الوقف على {كلا} بمعنى النفي.
{في الحطمة} كاف.
{وما أدراك ما الحطمة} أكفى منه ويبتدئ {نار الله} بتقدير هي نار الله.
{على الأفئدة} صالح.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الهمزة:
مكية أو مدنية.
{لمزة} حسن إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي جمع أو نصب على الذم وليس بوقف إن جعل بدل معرفة من نكرة.
قرأ الأخوان وابن عامر {جمع} بتشديد الميم والباقون بتخفيفها.
{وعدده} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالًا من فاعل {جمع}.
{أخلده كلا} تام لأنَّ {كلا} هنا حرف ردع وزجر عن حسبانه الفاسد فهي بمعنى النفي أي لا يخلده ماله.
{في الحطمة} كاف.
{ما الحطمة} أكفى مما قبله ويبتدئ {نار الله} بتقدير هي نار الله والوقف على {الموقدة} قبيح لأنَّ ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد.
{الأفئدة} صالح.
{مؤصدة} ليس بوقف لأنَّ ما بعده صفة لـ: {نار الله}.
قرأ الأخوان وأبو بكر {عمد} بضمتين.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة الهمزة:
مكية.
وآيها تسع.
مشبه الفاصلة موضع {همزة}
واختلف في {جمع} الآية 4 فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم على المبالغة وافقهم الأعمش والباقون بتخفيفها.
وعن الحسن {وعدده} بتخفيف الدال الأولى أي وجمع عدد ذلك المال.
وفتح سين {يحسب} ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر عن ابن محيصن والحسن {لينبذان} بألف وكسر النون على التثنية أي هو وماله.
ومر إمالة {أدراك} قريبا.
وقرأ: {مؤصدة} الآية 8 بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف والباقون بالواو كوقف حمزة وسبق في سورة البلد.
واختلف في {عمد} الآية 9 فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم العين والميم جمع عمود كرسول ورسل أو عماد ككتاب وكتب وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتحتين فقيل اسم جمع كعمود وقيل بل هو جمع له. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الهمزة:
{جمع} شدد الميم الشامي والأخوان وخلف وروح وأبو جعفر وخففها الباقون.
{يحسب} عليهم. مؤصدة. تقدم كله في سورة البلد.
{الأفئدة} لحمزة فيه وقفا نقل حركة الهمزة إلى الفاء مع حذف الهمزة على كل من السكت والنقل في لام التعريف.
{عمد} قرأ شعبة والأخوان وخلف بضم العين والميم والباقون بفتحهما. اهـ.

.فصل في حجة القراءات: في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الهمزة:
قوله تعالى: {الذي جمع مالا} يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن شدد انه أراد تكرار الفعل ومداومة الجمع والحجة لمن خفف انه أراد جمعا واحدًا لمال واحد.
قوله تعالى: {مؤصدة} يقرأ بالهمز وتركه وقد ذكرت علته في سورة البلد.
قوله تعالى: {في عمد} يقرأ بضم العين والميم وفتحهما فالحجة لمن ضم انه جعله جمع عماد فقال عمد ودليله جدار جدر والحجة لمن فتح انه جعله جمع عمود فقال عمد كما قالوا اديم وادم وافيق وافق فإن قيل قإن ذلك بالواو وهذان بالياء فكيف اتفقا فقل لاتفاق حروف المد واللين في موضع واحد الا ترى انك تقول فراش وفرش وعمود وعمد وسرير وسرر فيتفق لفظ الجمع وان كانت ابنية الواحد مختلفة لاتفاق حروف المد واللين في موضع واحد. اهـ.